أطلقت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي أمس حملة “احتواء” تحت شعار «من أجلكم نحميكم» بالتعاون مع شرطة الإمارة والمنطقة التعليمية وجمعية توعية ورعاية الأحداث وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، لاحتواء الطلبة والأحداث ممن وقعوا في مشكلات وعقبات كان لها أثر في حياتهم وسلوكهم، لتمكنهم من إدارة مشكلاتهم الأسرية والتغلب عليها ليكونوا أفراداً قادرين على التوازن في مواجهة التحديات المعاصرة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده عادل مطر المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية بالإنابة، بمشاركة فاطمة غانم المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية والدكتورة هيا إبراهيم بن سيفان رئيس قسم الأنشطة والبيئة المدرسية في منطقة دبي التعليمية والعقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا مدير إدارة التوعية الأمنية في القيادة العامة لشرطة دبي، والدكتور محمد مراد أمين السر العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث.
وأطلق الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني المدير العام للدائرة، الحملة التي تستهدف مرحلتها الأولى 13 مدرسة حكومية وخاصة، على أن تدرس ضوابطها وإجراءاتها وعلاجاتها المجدية في حال آتت أُكُلها؛ ليتم تعميمها على مستوى إمارة دبي. وأعرب الشيباني عن أمله في احتواء الظاهر السلبية والسلوكات غير السوية في المدارس، داعياً إدارات المدارس وأولياء الأمور للتفاعل مع الحملة والتعامل معها بجدية واهتمام كي تحقق أهدافها التربوية المنشودة.
طرق مثلى
وقالت يسرى القعود مدير إدارة التثقيف والتوجيه الديني في الدائرة، إن الحملة تهدف إلى إكساب طلبة وطالبات المراحل التأسيسية – الحلقة الثانية – والمرحلة الثانوية والأحداث أيضاً، الطرق المثلى لاستخدام الأجهزة الذكية والاحتياطات اللازمة في التعامل معها، فضلاً عن توعية الجيل الجديد، بخاصة فئة الطلبة، بالاستخدام الأمثل لقنوات التواصل الاجتماعي والتواصل مع الشركاء ذوي الاختصاص، لتوحيد الجهود المبذولة في توعية المجتمع، واحتواء وتأهيل الطلبة ذوي المشكلات المسجلة في شرطة دبي، وتدشين خط ساخن مجاني لاحتواء الأحداث الذين يعانون من مشكلات حياتية، على أن ينفذ برنامج الحملة خلال العام الحالي.
وتطرق المتحدثون في المؤتمر الصحافي إلى إمكانات مؤسساتهم وتطلعاتها، والخدمات التي ستقدمها لإنجاح هذه الحملة.
وقالت فاطمة المري إن المشكلة الحقيقية ليست في التعليم وإنما في التغير الحاصل خارج إطاره، وتحديداً في قنوات الحصول على المعلومات التي تؤثر في عقول وأفكار وقيم الأبناء.
وشددت على دور أولياء الأمور في دعم الحملة وتحقيق نتائجها، مؤكدة أن دور هؤلاء الأولياء لا يتجاوز الآن تسديد أقساط المدارس، وأن شريحة كبيرة منهم لا يعرفون بأي المراحل يدرس أبناؤهم.
من جانبها أكدت الدكتورة هيا إبراهيم على أهمية توفير أخصائيين نفسانيين في المدارس، لافتة إلى أنه لا يتوفر في منطقة دبي التعليمية سوى أخصائيين اثنين فقط، وأن المنطقة بحاجة ماسة لآخرين.
بدوره قال العقيد جاسم ميرزا إن الميدان التربوي يشهد الكثير من السلوكيات السلبية التي تحتاج لبرامج للقضاء عليها، وحماية الأبناء من خطورة الانحراف الفكري والأخلاقي والتربوي.
250 ألفاً
هيئة المعرفة مسؤولة عن 196 مدرسة خاصة في دبي يدرس فيها 250 ألف طالب وطالبة يتوزعون على 16 منهجاً دولياً مختلفاً. ولفتت إلى أن 57 % من الطلبة المواطنين ملتحقون بهذا القطاع من التعليم، وهنا تكمن أهمية هذه الحملة في حماية الأبناء من الانحراف والحفاظ على الهوية والعادات والقيم الوطنية.