بتعليمات من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، تبدأ الجمعية في تطبيق برنامج توعوي في المدارس تحت عنوان “نحو جيل سوي وصالح”، وذلك في إطار الشراكة بين النيابـــة العامـــة بدبي وجمعية توعية ورعاية الأحداث، حيث ترأس المقدم الدكتورجاسم خليل ميرزا، رئيس اللجنة الإعلامية في جمعية توعية ورعاية الأحداث، بحضور كل من الأستاذة سارة صالح جاسم، مسؤولة البرامج والأنشطة،والأستاذة صنعاء مبارك العجماني، رئيس قسم الرعاية الاجتماعية، والأستاذ حسين محمد مراد، ضابط العلاقات العامة بالنيابة العامة بدبي، وعقد الاجتماع في القيادة العامة لشرطة دبي، وذلك لمناقشة الإطار العام للمشروع المشترك للبرنامج التوعوي ( نحو جيل سوي وصالح ).
ومن جهته أكد الدكتور جاسم خليل أن هذا المشروع يعد أحد المشاريع المشتركة التي تهدف إلى تعميق الجهود في سبيل بناء منظومة متكاملة من العمل المؤسسي الذي يعمل على معالجة كافة الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى الانحراف والجريمة. إن هذا المشروع يرتكز على منطلق واضح ورؤية مستنيرة تقوم على توعية الأسر وأبنائهم الطلبة بأهمية ونوعية الرفقاء المخالطين لأبنائهم وكيفية انتقائهم، وذلك لما تؤكده الدراسات والبحوث من خطورة الصداقة ومدى أهميتها في سلوك الفرد واتجاهاته العامة، ففي الشريعة الإسلامية يوضح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله” المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” فالخليل أو الصديق أو الرفيق أو القرين كلها أسماء لها مدلول واحد، وقد ترسخ ذلك في الثقافة الشعبية ونعبر عنه بقولنا ” الصاحب ساحب” لذلك فنحن ندرك أهمية هذا المشروع الذي يعبر ضمناً عن وعي جمعية توعية ورعاية الأحداث بخطر أصدقاء السوء على السلوك الفردي والجماعي في دائرته الأوسع.
وأكد جاسم خليل أن البرنامج سيبدأ بتحديد مشاكل الطلبة في المدارس، وحصر لأعداد الطلبة ممن يتصفون بالسلوك السيئ وتصنيفهم، ثم مشاركة أولياء الأمور في علاج وتعديل سلوك أبنائهم من خلال مشاركة فعالة من مختصين في هذه المجالات .
وأضاف جاسم خليل،لقد صمم المشروع بحيث يحقق الأهداف التالية: أولها، بيان أضرار ومخاطر مخالطة رفقاء السوء، وبيان أثر الجليس الصالح وجليس السوء. وثانيها: التعريف بأهمية الصحبة الطيبة في حياة الطلبة بهدف توعيتهم عند اختيار صحبتهم. وثالثها: توعية الوالدين وبيان معايير الصديق الصالح لأبنائهم وصفات الصديق غير السوي مع المتابعة المستمرة لذلك, وأخيراً: غرس التعاليم الدينية في نفوس الأطفال منذ الصغر، وبيان روح التسامح ومبادئ الرحمة والعدل والعفة والشرف والأمانة والبعد عن العنف والجريمة والانحراف.
وأشار إلى أن البرنامج سيطبق مبدئياً على مدرستين، وهما عتبة بن غزوان التأسيسية للبنين، وسلمى الأنصارية التأسيسية للبنات، ومن ثم تقييم البرنامج من خلال النتائج، وإذا اثبت فعاليته سيتم تعميمه على بقية المدارس بمشاركة إداراتها .
كما اقترح إعداد دورة متخصصة للاختصاصيين الاجتماعيين في المدارس المستهدفة من البرنامج حول “كيفية اكتشاف وتحديد السلوكيات المضطربة لدى الطلاب” كمبادرة من الجمعية، وبالشراكة مع نيابة الأسرة والأحداث
وأكدت صنعاء مبارك العجماني، رئيس قسم الرعاية الاجتماعية، بالنيابة العامة بدبي، أن هذا المشروع جاء بناء على دراسات استقصائية لمدى خطر الأصدقاء على بعضهم البعض، مشيرة إلى العديد من المؤشرات التي تم جمعها من عدد من المؤسسات ذات الصلة أكدت على خطر الصداقة في الوقوع في الانحراف والجريمة، وأكدت أن جمعية توعية ورعاية الأحداث تعد من أكثر الجهات تعاوناً في هذا المجال، مضيفة أن هذا المشروع سوف يعتمد آلية جديدة في التوعية تقوم على التشويق والتحبيب وجذب الانتباه، وليس على التوعية المباشرة من خلال المحاضرات فقط، وأوضحت أن المشروع يستهدف طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية وأولياء أمورهم.
وأشارت إلى أن بداية البرنامج سوف تنطلق بزيارات ميدانية للمدارس وإرسال رسائل نصية قصيرة للطلبة وأولياء الأمور والاجتماع بهم للتعرف عليهم عن قرب، والتعرف إلى احتياجاتهم ومتطلباتهم، بهدف تقويم السلوك المضطرب لدى البعض من الأبناء، إضافة إلى تنويع آليات تنفيذ البرنامج بعد التعرف إلى كل ما يجذب الطلبة ويؤثر فيهم تأثيراً إيجابياً، في حين أشارت الأستاذه سارة جاسم إلى أن جمعية توعية ورعاية الأحداث من جهتها التزاماً منها بمسؤولياتها المجتمعية سوف تتكفل بتوفير كافة الاحتياجات والمتطلبات التي يحتاجها تنفيذ المشروع من رسائل نصية ومطبوعات ولقاءات ومسابقات وخلافه، كما أن الجمعية سوف تقوم بالأعمال التنسيقية بين المحاضرين والجهات التي سوف يتم تنفيذ المشروع فيها، مشيرة إلى أن هذا المشروع جاء بعد دراسة مستفيضة لمدى خطر الأصدقاء على بعضهم البعض، وأنه السبب الأكثر تأثيراً على انحراف الأحداث.
وأضافت ،إن المشروع سوف يتم على عدة مراحل ،حيث سيتم تطبيقه في ثلاث مدراس تم اختيارها وفقاً لعدة معايير، وهي: عتبة بن غزوان، ومدرسة سلمى الأنصارية، ومدرسة الجاحظ .
حيث إن هذه تعد البداية وبعد استخراج نتائج مشجعة سوف يتم التعميم على بقية مدارس الدولة، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
وأضافت أن المشروع قد اعتمد عدداً من الآليات لتنفيذه، منها المحاضرات، والرسائل النصية، والمطبوعات، الزيارات، والإذاعات المدرسية، الحوارات واللقاءات، المسابقات، ويوم مفتوح لأولياء الأمور، إضافة إلى تكريم ( سفراء جمعية توعية ورعاية الأحداث ونيابة الأسرة والأحداث)، وأن المشروع سوف يستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وذلك خلال الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي.
موضحة أن آليات التنفيذ تعتمد التنسيق مع المحاضرين وطرح الموضوع عليهم،وإرسال خطاب لمديري المدارس المشاركة في المشروع،وتحديد موعد تقديم المحاضرة بالاتفاق مع المدير، وتقييم المشروع عن طريق توزيع الاستبيانات، وإعداد تقرير تفصيلي عن المشروع.
ومن جهته أشار حسين محمد مراد، ضابط العلاقات العامة، إلى أن اعتماد المشروع وفق هذه الآلية اعتمد بعد تنفيذه في مدرستين، حيث تم عقد اجتماع مع المدرستين ليتم من خلاله، تحديد موعد الاجتماع مع مديري المدرستين، وعمل دورة تدريبية مع الطلاب لاكتشاف السلوكيات المضطربة لديهم، وتعميم ذلك على المدرستين بحضور الأختصاصيين الاجتماعيين للوقوف على السلوك المشاكس الذي تم اكتشافه لدى الطالب.