كلمة معالي الفريق ضاحي خلفان تميم
رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث
إن تأسيس جمعية توعية ورعاية الأحداث يعيد إلى أذهاننا سنوات عديدة حافلة بالعطاء والإنجازات ، استطاعت من خلالها الجمعية أن تأخذ مكاناً مرموقاً وبارزاً في المجتمع ، ووسط مؤسسات المجتمع المدني ، وتمكنت منذ اللحظات الأولى لتأسيسها أن تحوز على الثقة والمصداقية والاحترام من قبل كل من تعامل معها ، وجاهدت الجمعية وعملت بلا كلل أو ملل طوال السنوات الماضية ، واضعة أمامها رسالتها السامية نحو مجتمع سوي يسوده التماسك الأسري ، والتلاحم المجتمعي ، حفاظاً على النشء من مخاطر الانحراف والجريمة .
ومن خلال هذه الرسالة السامية عملت الجمعية على تعزيز الجوانب الإيجابية وترسيخ القيم الأصيله والفضائل النبيلة في نفوس النشء ، وإعداد البرامج والمبادرات الثقافية والاجتماعية والدينية التي تساهم في توعية الشباب وتحصينهم ووقايتهم من المهددات التي تحيق بهم ، ولم تنس الجمعية دعم الآباء والأسر في تربية الأبناء ، وتقديم الاستشارات والخدمات التربوية من خلال أنشطة الجمعية المختلفة.
لقد أنعم الله علينا وعلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة ، بقيادة حكيمة على رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس الدولة ، حفظه الله ، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي ، حفظه الله ، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى ، حكام الإمارات ، الذين أولوا الرعاية والاهتمام بالجمعيات ذات النفع العام والمؤسسات الأهلية ، والوقوف جنباً إلى جنب في تحقيق أهدافهم ورسالتهم لخدمة أفراد المجتمع ، وكانوا ومازالوا قدوتنا ومنارتنا ومصدر إلهامنا .
إن التميز في عمل الجمعية خلال الفترة الماضية أهلها، للحصول على عدد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم من جهات عديدة ، تثمنياً لجهودها المتميزة في مجال التوعية المجتمعية في مجتمع دولة الإمارات ، ومن أبرزها تكريم وزارة تنمية المجتمع للجمعية ، كونها واحدة من أفضل عشر جمعيات ذات النفع العام على مستوى الدولة ، ولم تكن الجمعية لتصل إلى هذه المكانة المرموقة إلا بفضل الله أولاً ، ثم بجهود أعضائها ومجالس إدارتها المخلصين الذين لم يألوا جهداً ولم يبخلوا بوقتهم في سبيل تحقيق أهدافها بكفاءة واقتدار ، منذ بداية تأسيسها حتى يومنا هذا ومع مرور ثلاثين “30” عاماً لابد لي أن أتوجه بخالص الشكر والعرفان بالجميل والتقدير وعميق الامتنان إلى – سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي ، حفظه الله ، على مكرمته الغالية بمنح الجمعية قطعة أرض لتقيم عليها كياناً استثمارياً تستطيع من خلاله الإنفاق على أنشطتها وبرامجها وتحقيق رسالتها السامية وأهدافها النبيلة ، كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير البالغ إلى المغفور له بإذن الله تعالي الحاج سعيد بن أحمد لوتاه، رئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي سابقاً لمنح الجمعية قرضاً ميسراً لبناء المبنى الاستثماري مقراً للجمعية ، دون إضافة أي أعباء تذكر عليها، وهذا مثال يحتذى به في دعم المؤسسات المجتمعية والجمعيات ذات النفع العام ،كما أتوجه بالشكر والعرفان إلى كل من ساعد الجمعية في تحقيق غايتها سواء الدوائر الحكومية أو المؤسسات الأهلية أو أفراد المجتمع ،وأخص بالذكر الرعاة الداعمين للجمعية ، وهم هيئة آل مكتوم الخيرية ومجموعة اليوسف .
وفي الختام أدعو جميع الجهات المعنية بالنشء والشباب إلى تكثيف وتعزيز التعاون والتنسيق فيما بينهم لحماية الأبناء من المخاطر التي تحدق بهم ، والحفاظ على تماسك الأسرة ، وقوام المجتمع من منطلق قول النبي صلى الله عليه وسلم: {أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ} (متفق عليه)..
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ، الحمدلله الذي وفقنا وهدانا إلى عمل الخير، الحمدلله الذي أكرمنا وأعاننا ويسر لنا أعمالنا ، الحمدلله الذي جعلنا سبباً لتحصين شبابنا وحماية مجتمعنا ، الحمدلله الذي توج جهودنا وجعلنا نرى ثمرة أعمالنا ، وفي هذا الصدد لا نملك إلا الدعاء بالخير لكل من دعم وساهم وساند وشارك وأعطى وقدم الجهد أو المال ، في سبيل تحقيق أهداف الجمعية ، ورسالتها السامية.