تحت عنوان «الإعلام الاجتماعي والنشئ.. نحو دور إيجابي مأمول يحقق الطموحات الوطنية والآمال الأسرية» عقدت جلسة حوارية رمضانية بمجلس الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ورئيس جمعية رعاية الأحداث، حذرت من غفلة الأسر والآباء والأمهات عن متابعة ما ينشر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويطلع عليه الأبناء والبنات، وخاصة المواد الإباحية وغير الأخلاقية، وطالب المشاركون بضرورة تفعيل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، للحد من تجاوزات المستخدمين.
كما أوصت الجلسة الحوارية بأهمية مواكبة جائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الجائزة العربية للإعلام الاجتماعي، والتعريف بأبرز مساهمات النشء وتشجيعها، وإجراء دراسة استطلاعية للتعرف على اهتمامات النشء في تعاملهم مع الإعلام الاجتماعي.
ودعت إلى التوعية من سلبيات ومخاطر الإعلام الاجتماعي والإدمان الإلكتروني والاتجاه نحو الانعزالية، وتأثير ذلك في النشء، وتكريم الجهات التي لها أنشطة متميزة في مجال الإعلام الاجتماعي ، والتي لها تأثيرات إيجابية على النشء.
توعية ورعاية
وتفصيلاً، أشار الدكتور محمد مراد عبد الله مدير مركز دعم اتخاذ القرار في شرطة دبي، والأمين العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث في مقدمته للجلسة، إلى أن الدراسات التي أجريت في هذا المجال تظهر أن فئة الشباب هي أكبر فئة تتعامل مع الإعلام الاجتماعي، وقال إن هذه الدراسات أشارت إلى أن الشباب هم أكبر نسبة في اقتناء الأجهزة الذكية.
وقال: إن دراسة أعدتها إحدى المواطنات أشارت إلى أن 99% من المراهقات في الإمارات، لديهن حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن 97% من الشباب الإماراتي يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، بما يؤشر إلى أن الشباب هم الفئة التي تهتم اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع.
إحصائيات
وأضاف: «في إحصائية عالمية أشارت إلى أن 140 مليار صداقة تم إبرامها عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، وتم تحميل 219 مليار صورة على هذه المواقع، وسجل موقع اليوتيوب 800 مليون مستخدم كل شهر، وأن 55% من مستخدمي الفيسبوك يدخلون الموقع يومياً..
حيث يعتبر الفيسبوك هو موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة والأكثر عدداً بمعدل اشتراك 1.5 مليار مشترك، بواقع أن هناك واحداً من كل 7 أشخاص يستخدمونه». وحضر الجلسة الحوارية كل من المهندس حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي، وميرزا الصايغ رئيس اللجنة الاجتماعية في جمعية رعاية الأحداث، ومدير مكتب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.
والدكتور أحمد عبد العزيز الحداد كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والعمل الخيري، وسامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، وغسان طهبوب المستشار الإعلامي برئاسة مجلس الوزراء، والدكتور محمد المطوع، والدكتور أحمد الهشمي، وقدم لها الدكتور محمد مراد عبد الله مدير مركز دعم القرار في شرطة دبي والأمين العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث، والدكتور علي الشعيبي أستاذ الإعلام في جامعة عجمان.
وأكد الفريق ضاحي خلفان تميم، أن مواقع التواصل الاجتماعي وبرامجها تطورت لتصبح منابر تؤدي إلى الوقوع في المحرمات، وجر الشباب والأطفال إلى أفكار متطرفة تعمل على زعزعة آمن بلادهم والإخلال بها، لافتاً إلى أن المعنى الحقيقي لمواقع التواصل الاجتماعي، وبرامجها هو العمل على خلق جسور التواصل بين شعوب العالم لتبادل المعلومات الثقافية والمفيدة، ولكنها الآن هدفها نشر الكراهية والفاحشة والصور المخلة بالآداب.
إجراءات
وطالب الفريق ضاحي خلفان تميم بضرورة تفعيل قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، التي تجرَّم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يجرم كل من ينشر معلومات غير صحيحة أو يتناقلها..
مشيراً إلى أن الإشكالية ليست في إصدار القانون إذ تعد دولة الإمارات من الدول الأولى التي أصدرت قانون مواقع التواصل الاجتماعي لكن المشكلة في البت فيه وتطبيقه على أرض الواقع، محذراً من تفاقم الوضع في هذه المواقع التي استخدمها البعض منبراً لإشاعة الفاحشة ونشر الرذيلة والمحرمات والأمور الجنسية، فضلاً عن استغلال البعض في تكوين أحزاب سياسية ومنظمات تخريبية، تستهدف آمن الدولة والدول العربية واستهداف مواطنيها، مؤكداً أنها ظاهرة خطرة تؤثر في مفهوم القيم والعادات الأصيلة لأبناء دولة الإمارات.
وقال: إن الإعلام الاجتماعي -خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي- أصبح العالم الافتراضي للشباب المواطن وأداة هدم لأفكار ومعتقدات الأطفال، لافتاً إلى أن الجماعات الإرهابية والمخربة أصبحت تستهدف الأطفال والشباب عبر هذه المواقع لسهولة الوصول إليها، حيث إن كل طفل حالياً يمتلك هاتفاً ذكياً.
وأضاف: إن الحل لردع الاستغلال السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي يكمن في تفعيل قانون مواقع التواصل الاجتماعي الذي تم إقراره مؤخراً، إضافة إلى تفعيل قانون معاقبة الأشخاص الذين يسيئون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، سواء استخدموها للسب أو القذف ونشر الشائعات أو بغرض التحريض، فضلاً عن معاقبة كل من ينشر صوراً مخلة بالآداب وتحرض الشباب على الرذيلة والفاحشة والزنا..
مطالباً الجهات المعنية بتفعيل قانون مواقع التواصل الاجتماعي المتعلق بتغريم وضبط سلوكات مستخدمي المواقع، وإجازة لمستخدمي المواقع الاجتماعية برفع دعوى قضائية على مرسل المعلومة غير الصحيحة أو الصور المخالفة بلآداب العامة.
رقابة قانونية
وأشار إلى أن الرقابة القانونية إن طبقت في مواقع التواصل الاجتماعي فإنها ستحد من السلوكات الخطرة، منوهاً بأن السلوكات التي انتشرت في الآونة الأخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي لا تبشر بخير ، فيتعين على الآباء توعية أبنائهم بالاستخدام الأمثل لمثل هذه المواقع وترسيخ القيم والعادات والتقاليد الأصيلة لدى الأبناء وأن الوازع الديني هو المانع الأول عن متابعة الأمور المخلة.
وأوضح المهندس حسين ناصر لوتاه أن الرقابة على الأبناء ليس الحل الأمثل للقضاء على ظاهرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وسلبياته على الأبناء، وإنما الحل يكمن في التنشئة الصحيحة من الصغر واستخدام هذه المواقع لأغراض المعرفة والاستفادة من المعلومات المفيدة منها. وقال: إن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة تحد لتواصل الجيل الجديد والقديم لحل مواضيع المجتمع وأضراره على الشباب المواطن.
مسؤولية
قال الدكتور أحمد الحداد، إن جيل الشباب يحدق به خطر كبير خصوصاً بعد ظهور الأجهزة الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي التي وصفها بأنها «الإعلام الحقيقي» نظراً لكثرة مستخدميها ولأنها أصبحت الرابط بين شعوب العالم ؛ وأضاف: إن المسؤولية تقع على عاتق الآباء في تربية الأبناء وتنشئتهم التنشئة الحسنة، مشيراً إلى أن هناك ثلاث خطوات لإنشاء جيل صالح لا يتأثر بما ينشر بمواقع التواصل الاجتماعي فيها، وهي: تربية الأبناء على مراقبة الله وخشيته، والبعد عن رفقاء السوء، ثم الدور المهم للمدرسة في تربية الأبناء وهذا يأتي في المقام الأول، والعمل على تعليمهم أصول ديننا الحنيف.
وأكد الحداد أن دور المدرسة مهم في تربية وتعليم الأبناء ، مطالباً بضرورة تخصيص حصة أسبوعية للطلبة، لتحذيرهم من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وإيجابياتها وطرق تجنب الأفكار الهدامة.
مواقع التواصل تنشر الأفكار المتطرفة
أكد الدكتور علي الشعيبي أستاذ الإعلام في جامعة عجمان خلال مشاركته في مجلس الفريق ضاحي خلفان الرمضاني أن مواقع التواصل تعمل على نشر الفكر المتطرف والأفكار الانتحارية واستخدام الأحزاب والجماعات الإرهابية لمواقع التواصل لنقل الأفكار والمعلومات وكيفية صناعة قنابل ومفرقعات، ما يحتم علينا وعلى المجتمع ككل إيجاد مظلة قانونية وتفعيل القوانين لوقف كل ما يهدد شباب الوطن.
ولفت إلى أن تقنية مواقع التواصل الاجتماعي، تقرب البعيد وتبعد الأهل والأقرباء وأن لهذه المواقع إيجابيات وسلبيات، و«بيد كل مستخدم القرار في استخدامها بشكل إيجابي أو سلبي.
ومن جهته قال غسان طهبوب، إن مسؤولية الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي يقع على الوالدين لأنهم الأقرب للطفل، وهم المدرسة الأولى للتربية وزرع العادات والتقاليد والقيم الأصيلة لدى الطفل.
مصداقية
وتابع: إن مواقع التواصل الاجتماعي تعاني من فوضى في استقبال وإرسال المعلومات، من دون التأكد من مصداقيتها، ما يدعونا لإيجاد آلية لتأكيد المستخدم من المعلومة قبل نشرها لعدم وقوعه في الخط الأحمر.
وقال طهبوب، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استشعر خطورة هذه المواقع ما جعله يطلق جائزة الإعلام الاجتماعي لتقليل السلبيات وزيادة الإيجابيات في هذه المواقع، وتعاطي مستخدميها بشكل أمثل، من دون الانجراف للمغريات الجنسية والتيارات السياسية الهدامة والمدمرة للشباب، فضلاً عن ومراقبة النفس قبل الوقوع في المحرمات. وذكر طهبوب أن محتوى المعلومات في مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية أكثر قيمة ومفيدة، على عكس مواقع اللغة العربية الخالية من المعلومات المفيدة، وتكثر فيها الشائعات.