لابد من تعميق الجانب الامني والقانوني لدى الابناء ليتعلموا كيفية الدفاع عن النفس، خاصة في ظل استهداف الشباب في جرائم المخدرات والعنف في الشارع
أكدت المشاركات في المجلس الرمضاني النسائي المنعقد بنادي ضباط شرطة دبي برعاية معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي رئيس جمعية توعية ورعاية الأحداث، اهمية الجانب القانوني والأمني والتوعوي والديني في منع انزلاق الابناء في الجريمة وترسيخ هويتهم الوطنية، ونوهت المحاضرات في الأمسية الرمضانية التي حملت عنوان ” أبناؤنا في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية في مجتمع الإمارات” التعريف بالجهود المبذولة مجتمعيا في القضايا المتعلقة بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية و أثرها على الأسرة و تربية الأبناء، وكيفية تدعيم دور الأسر الإماراتية في تنمية القيم والسلوكيات الايجابية.
وخرجت الجلسة التي ادارتها د. موزة احمد العبار رئيسة لجنة البحوث والدراسات بالجمعية بمجموعة من التوصيات، اهمها تعزيز الأهداف التي تسعى إليها الجمعية للحفاظ على القيم الأصيلة، وتنشئة الأبناء على القيم الإسلامية متبوعاً بالتحكم في وسائل الإعلام المسموعة و المرئية وعدم محاكاة التقاليد الغربية ، وتعزيز المناهج الدراسية بالقيم المجتمعية و الولاء لحب الوطن و قادته، وتعزيز الهوية الوطنية، وتنشئة الأبناء منذ نعومة أظافرهم على الالتزام بالتقاليد و القيم العائلية وتعويدهم على المشاركة في تحمل المسئولية، وعدم الاتكالية في تربية الأبناء على عاتق مسئولية الخدم لما لها من أضرار سلبية ينتج عنها شخصية الأبناء غير الملتزمين سلوكياً .
النمو الاقتصادي
واكدت د. موزة العبار أن الجمعية تحرص على المحافظة على الهوية الوطنية والثوابت العربية الإسلامية في مواجهة العولمة بكل ميادينها وتداعياتها والمتغيرات الدولية الكبرى لمواكبة متطلبات اللحاق بركب الدول المتقدمة، على اعتبار أن التحديات الداخلية والخارجية تؤثر بصورة مباشرة في صياغة مستقبل المجتمع والهوية الوطنية وسيادة الدولة ومتطلبات التنمية، وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وتنمية الموارد البشرية الوطنية في ضوء ازدياد القوة العاملة الوافدة وعولمة الثقافة التي تنتشر في كل مكان وتؤثر بقيمنا العربية بصورة غير مباشرة في أفراد المجتمع وهويتهم الوطنية.
تأثير الاسرة
وأشارت السيدة فاطمة احمد عبيد المغني مديرة وممثلة الجمعية في المنطقة الشرقية ان وسائل الاتصال الحديثة تلعب دورا كبيرا في التغيرات التي تطرأ على الأبناء، وهو الأمر الذي يستوجب معه الوقوف مراعاة هذه التغيرات ومجاراتها من قبل أولياء الأمور بما يتوافق مع العادات والتقاليد الإماراتية، لافتة الى ان الأسرة هي المؤثر الأقوى في حياة الأبناء.
وأشارت السيدة موزة سالم الشومي مديرة إدارة الطفل وزارة الشؤون الاجتماعية إلى أن بعض أولياء الأمور يصل بهم حد الإهمال إلى اكتشاف إدمان أبنائهم بعد ان يتم القبض عليهم او بعدما يصلوا إلى مرحلة متأخرة من الإدمان .
ولفتت السيدة بشرى الشومي تربوية إلى انه من القصص اللافتة التي عاصرتها، قصة فتاة كانت تنام في المدرسة كل يوم وكانت المدرسات يشتكين منها وتم تصويرها واستدعاء والدتها التي أكدت إنها تذهب إلى غرفتها في الساعة 9 مساء مستغربة من هذا التصرف، وعند التضييق على الفتاة أكدت انها تدخل غرفتها وتظل على الانترنت حتى الفجر يوميا في غياب رقابة الأهل، مشيرة إلى ان هذه الحالات البسيطة يمكن ان تتطور إلى وقوع الأبناء في براثن الادمان او التغرير بهم على الانترنت.
وأكدت الحاضرات وهن : بخيتة يوسف رئيسة قسم التنمية الاجتماعية، وبدرية الياسي رئيسة اللجنة التربوية ، ومريم الشومي تربوية ، د. أمل علي طبيبة أطفال، فاطمة علاي موجهة تربوية ونوال محمد سيف البادي محامية ودكتورة مروة حسن النقبي، ونوف عبدالله مسؤولة إدارية بالجمعية وعائشة راشد الكندي مسؤولة البرامج والأنشطة بالجمعية فرع الفجيرة على ضرورة تأصيل الماضي في نفوس أبناء الجيل الحالي .
الاشارة الحمراء
وأوضحت المقدم فوزية الملا من القيادة العامة لشرطة دبي على اهمية تعميق الجانب الامني والقانوني لدى الأبناء وان يتعلموا كيفية الدفاع عن النفس، خاصة في ظل استهداف الشباب في جرائم المخدرات والعنف في الشارع، لافتة إلى ان أولياء الأمور قدوة حسنه لأبنائهم، ويجب عليهم احترام القانون، ضاربة المثل بأنه في حال قيام ولي الأمر بتخطي الإشارة الحمراء لا يمكن ان يقنع ابنه بضرورة احترام القانون الذي اخترقه أمامه، كما كشفت الملا عن إحدى الحالات لشاب لم يتخط عمره 14 عاما وهو في حكم القانون طفل اقام علاقة غير شرعية مع الخادمة الاسيوية والتي كانت تكبره بـ 10 سنوات، حتى حملت منه وقامت برمي الجنين امام صناديق القمامة، وعندما قبض عليها أكدت ان الطفل هو ابن العائلة التي تعمل لديها وانها على علاقة به منذ عام، والأب والأم لا يعلمان شيئا عن الموضوع ، مشيرة إلى ان هذه القضية تدل على غياب دور أولياء الأمور الذي أدى إلى وقوع هذه الجريمة البشعة.