كشف التقرير السنوي لجرائم المخدرات للعام الماضي، الذي تصدره الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، أن عدد المتهمين المضبوطين في جرائم الاتجار في المخدرات بلغ 7168 متهماً، بارتفاع 11.3% عن العام الأسبق، وانخفاض الوفيات الناجمة عن تعاطي المخدرات بمعدل 29.4%، وارتفاع عدد بلاغات المخدرات 16%.
وتفصيلاً، تشارك الإمارات دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، الذي يصادف 26 يونيو من كل عام، ويقام تحت شعار «أسرتنا هي مستقبلنا.. لا للمخدرات»، حيث تنظم وزارة الداخلية بهذه المناسبة فعاليات موسعة وحملات توعية في جميع أرجاء الدولة، بهدف التعريف بمخاطر المخدرات، وإبراز الدور الحيوي للأسرة في حماية الأبناء منها، إلى جانب تثقيف الجمهور بمخاطر الإدمان وسبل الوقاية منه وطرق العلاج.
وأكد نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي رئيس مجلس مكافحة المخدرات، الفريق ضاحي خلفان تميم، في تصريحات صحافية، أن «مشكلة المخدرات تعد واحدة من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه أجهزة المكافحة على مستوى العالم، ما استدعى من كل الجهات المعنية النهوض بمسؤولياتها، وتفعيل مبدأ الشراكة والتصدي بقوة لهذه الآفة، والعمل على تحقيق الأهداف التي نتطلع إليها، والسيطرة على خطر انتشار المخدرات وإساءة استعمالها والاتجار غير المشروع فيها».
وأكد أنه، على الرغم من الجهود التي تبذل من قبل المجلس وأجهزة مكافحة المخدرات في الدولة، وما تشكله من خط الحماية الأول للتصدي لهذه الآفة، إلا أن تلك الجهود تبقى ناقصة في ظل غياب خطوط الحماية ذات الأولوية في وجه مشكلة المخدرات وتفشيها، ألا وهي الأسرة التي لها الدور الأول في عملية التربية الصالحة للأبناء، وتوعيتهم ومراقبتهم ومتابعتهم وتعليمهم في سن مبكرة كي يقولوا لا للمخدرات، ووضع القواعد والأنظمة التي تعلمهم الالتزام والانضباط، مثل القيم الدينية، والتربية والتقيد بالأخلاق الحسنة، وتوفير البيئة التي تساعدهم على النمو بشكل طبيعي، بعيداً عن التوتر والمشكلات الناتجة عن الخلافات الزوجية والتفكك الأسري، وملاحظة التغييرات التي تطرأ على تصرفاتهم وسلوكهم، والأعراض والشواهد التي يمكن من خلالها معرفة إن كانوا متورطين في تعاطي المخدرات، ومحاولة التعرف إلى أصدقاء أبنائهم عن قرب، ومراقبة أبنائهم باستمرار، لحمايتهم من رفقاء السوء.
وأكد أهمية دور المؤسسات التربوية والمدارس والجمعيات الشبابية، التي تعمل على ملء الفراغ لدى الشباب، خصوصاً في الإجازات والعطل الصيفية، ويأتي بعد ذلك دور مؤسسات العلاج والتأهيل كمرحلة لاحقة في حال اكتشاف حالات إدمان لدى الشباب.
الكشـف المبكـر يفتـح المجــال أمام المدمن للعودة إلى الحياة الطبيعية
دعوة إلى أفكـار ابتكـاريـة ودراســات متخصّصة للتوعية بمخاطر المخدرات بمشاركة جمعية توعية ورعاية الأحداث
طالب متخصصون بضرورة الابتكار في طرق التوعية بمخاطر المخدرات وتعاطيها على مستوى دولة الإمارات، إلى جانب إجراء دراسات متخصصة في هذا الجانب، لتنفيذ خطط توازي حجم الخطر الماثل، وقالوا خلال مشاركتهم في فعاليات مبادرة «مسموح» التي نظمها مركز إرادة للعلاج والتأهيل في دبي تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات إن التوعية يجب أن تكون بمضمون ابتكاري ويستهدف كل أفراد العائلة لتحقيق الغاية منه، مشددين على أهمية تنظيم جهود التوعية، مؤكدين أن الكشف المبكر يسهل العلاج من الإدمان والعودة إلى سياق الحياة الطبيعية.
آلية عمل
من جانبه قال العميد عيد بن ثاني مدير إدارة مكافحة المخدرات في شرطة دبي: إن التوعية مفهوم كبير وفضفاض ولها شركاء عدة، وعلى وسائل الإعلام دور كبير في هذا الإطار، واصفاً جهود التوعية الحالية بانها «متخبطة» كونها لا تستند إلى دراسات قوية في هذا المجال.
مشيراً إلى أن الدراسات المتوفرة قليلة وتكاد تكون معدومة ما يقوّض فرص وجود خطط مدروسة تواكب وتواجه تجارة المخدرات، لافتاً إلى الحاجة لآلية عمل وخطط تكون شاملة على مستوى الدولة لمواجهة ومكافحة هذا الهجوم الشرس.
وأضاف: إن الجهود مشتتة والكل يعمل بمفرده، ونحن نحتاج إلى توعية مستمرة تتخذ صفة الديمومة وأن تكون مرتبطة ومدعومة بالدراسات والخطط وبالمنفذين المتمكنين في هذا المجال، حيث نفتقد كوادر متخصصة في التوعية ولا يوجد تخصص وقاية من المخدرات.
مشيراً إلى أن على مؤسسات التعليم العالي طرح برامج دراسية في هذا المجال، خاصة وأن الخامات والعناصر والكفاءات متوفرة لكنها تحتاج إلى التأهيل بصورة كافية لتنفيذ خطط مبنية على دراسات، وعاود مدير إدارة مكافحة المخدرات في شرطة دبي تشديده على نقطة توحيد الجهود على مستوى الدولة وبجهود متضافرة لمجابهة هذا الخطر.
تعاون وتكاتف
من جانبه قال الدكتور جاسم خليل ميرزا رئيس اللجنة الإعلامية بجمعية توعية ورعاية الأحداث نفتقد للبرامج التي تهدف إلى صناعة مضمون من أجل تحقيق التوعية في جانب المخدرات، وذكر أن البرامج التي تترك أثراً يجب أن تخاطب مشاعر جميع أفراد الأسرة وأن لا تكون طويلة كي لا يمل المستمع من خلال السرد القصصي، بالإضافة إلى التوجه لمواقع التواصل الاجتماعي بمضمون قوي مدروس وتوحيد الجهود بين كافة الجهات ذات العلاقة والتنسيق بينها في إطلاق مبادرات مؤسسية مجتمعية.
بدوره شدد الشيخ سلطان بن خالد القاسمي رئيس المجلس الطلابي للوقاية من المخدرات في رأس الخيمة على محور تعاون وتكاتف جميع الجهات الشرطية والمؤسسات التعليمية والصحية، مشيراً إلى أن على ولي الأمر خلال الإجازة مراقبة ابنه واستثمار وقته بصورة مناسبة وقياس مدى صرفه للنقود وتتبع الإشارات الجسدية وطريقة الكلام والمفردات المستخدمة.