بناء على تعليمات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تطلق شرطة دبي بالتعاون مع جمعية توعية ورعاية الأحداث وبمشاركة 30 جهة أخرى، حملةً أمنيةً اجتماعية توعوية بعنوان ” الإنترنت أكثر أمناً” تحت شعار “معاً لنجعل الإنترنت في الإمارات أفضل استخداماً”في مركز كيدزانيا بدبي مول.
وقال العقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا مدير إدارة التوعية الأمنية بشرطة دبي إن الامارات من الدول المتقدمة في عالم الإنترنت، ولذلك فالحملة تأتي في إطار الهدف الإستراتيجي الأول لوزارة الداخلية وهو الحد من الجريمة، لافتاً إلى أن هناك قرابة 30 جهةً تشارك في الحملة على مستوى الدولة .
وأشار إلى أن الحملةَ تتضمنُ عدداً من الفعاليات من بينها عرضُ مسرحية من قِبَل مدرسة سلمى الأنصارية للتعليم الأساسي، وأنشطةٌ وفعالياتٌ من قبل مدرسة ونشستر، ومدرسة ويستمنستر في مركز كيدزانيا بدبي مول، ومرسمٌ للأطفال، وفعاليةُ التسويق للحملة عبر قنوات التواصل الاجتماعي من العاشر وحتى الرابعَ عشرَ من فبراير الجاري، إضافة إلى إنشاء “هاشتاج/ واتساب” للحملة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وإقامة معرض توعوي، وفعاليات وأنشطة أخرى في إمارات الدولة كافة بإشراف أعضاء لجنة الإعلام والتوعية والبحوث التابعة لوزارة الداخلية .
الوسائل
وقال الدكتور جاسم خليل إن وسائل تنفيذ الحملة تتمثل في الإعلام المسموع، ومواقع التواصل، والرسائل النصية، ووضع شعار الحملة على أجهزة الصراف الآلي، وعلى أكياس جمعية الاتحاد ، واستخدام وسائل التواصل الجتماعي بمشاركة جمعية توعية ورعاية الأحداث عن طريق حساب الجمعية في تويتر والإنستغرام @JUVE_NILEE بالإضافة إلى إرسال الرسائل النصيةالتوعوية ” SMS” إلى مايقارب “6000” رقم في دولةالإمارات العربية المتحدة .
الأطفال هدف
من جانبه قال الدكتور محمد مراد عبدالله أمينُ السر العام لجمعية توعية ورعاية الأحداث – مديرُ مركزِ دعمِ اتخاذِ القرارِ خلال المؤتمر الصحفي الذي تم تنظيمُه للإعلان عن الحملة، بحضور المقدم سعيد الهاجري مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، وبدرية الياسي مديرة مدرسة سلمى الأنصارية، وعبدالله ناصر من مركز كيدزانيا، وممثلين عن إدارات الشرطة في الدولة وعدد من المدارس، إن فكرة شعار الحملة إيجابية، حيث يعد استخدام الإنترنت من أهم المواضيع التي تمس شريحةً كبيرةً من المجتمع، من الأسر والأطفال، مشدداً على أن الاستخدام الآمن للإنترنت هو الأساس .
ولفت مراد إلى أن المشكلات الرئيسية التي قد تحدث من استخدام الشبكة العنكبوتية تتعلق بالأطفال، لأنها تمثل هاجساً لدى الأسر، وبالتالي فإن توعية الأطفال، ومراقبتهم عند استخدام الإنترنت مطلب ضروري، خاصة مع التطور التقني، وانتشار الهواتف الذكية، وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي أصبحت بلا حدود .
وأكد مراد أن كثيراً من الدراسات تشير إلى أن متوسط تكوين صداقاتٍ عَبر الإنترنت تصل إلى 65 صديقاً لكل مستخدم، وهذا في حد ذاته له إيجابياتُه وسلبياتثه، ومخاطرُه كالتحرش الجنسي، كما أن الدراساتِ كشفت أن ما بين 25 إلى 30 طفلاً يتعرضون بشكل مباشر للتحرش الجنسي عبر الإنترنت، ويتعرضون للإبتزاز بصورهم .
إحصائية
وتحدث المقدم سعيد الهاجري حول جرائم الإنترنت ومكافحتها والتي تخصص فيها منذ 8 سنوات من خلال عمله في إدارة المباحث الجنائية منذ عام 1992 وتشاركه مجموعة من الشباب الأكْفاء الغيور على بلده، قائلاً: التحدي كبير في الجرائم الإلكترونية، خاصة مع اختلافها وتطورها، لافتاً إلى أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بشرطة دبي تلقت خلال العام الماضي 1549 بلاغاً تعرض أصحابُها لعمليات احتيال، ونصب، وتهديد، وابتزاز، وجرائم أخرى غيرِ مصنفة، من بينها 389 بلاغَ ابتزازٍ وتهديد، و248 نصب واحتيال، و163 بلاغاً خاصاً بأمن المعلومات، و235 جرائم خاصة بالدفع الإلكتروني، و514 بلاغَ جرائمَ أخرى من بينها جرائمَ مستجدة .
حماية الأطفال
وأكد الهاجري ضرورةَ وجودِ دَورٍ في حماية الأطفال من المرضى النفسيين على شبكة الإنترنت، لأن بعض القضايا لم تكن توجدُ لولا وجودُ شبكةِ الإنترنت، موضحاً أن الأطفال أكثر ما يتعرضون له من جرائمَ على شبكة الإنترنت يأتي لأنهم لا يملكون أيَّ نقطةِ دفاعٍ عن أنفسهم.
اهتمام
وأشار إلى أن شرطة دبي أولت اهتماماً خاصاً بالأطفال، من خلال إيجاد ضباط متخصصين بالتحقيق في جرائم الأطفال، كما أن لدينا أجهزةً كشفيةً، ودوراتٍ تدريبيةً لرصد أي شخص يستدرجُ أو يستهدفُ طفلاً، أو ينشر صوراً لأطفال، لافتاً إلى أن هناك 25 قضيةً ضبُط فيها أشخاصٌ أجانبُ داخلَ الدولة يقومون بالتعرض للأطفال على الشبكة العنكبوتية، وتم إبعادهم عن الدولة بعد محاكمتهِم أمام القضاء .
وأكد أن شرطة دبي تقوم بإجراءات استباقية لحماية الأطفال من خلال غلق حسابات لبعض الأشخاص، وحجبِ مواقعَ، وضبطِ من يتورط في محاولة استدراج طفل، أو يغرر به.
دور المدارس
وقالت بدرية الياسي مديرة مدرسة سلمى الأنصارية للتعليم الأساسي إن التوعية بالاستخدام الأمثل للإنترنت وخاصة للأطفال لأنهم الشريحة الأكبرُ المستخدِمةُ له ضروري، لافتةً إلى أنه مع انتشار التعليم الذكي في المدارس، أصبح على المؤسسات التعليمية دورٌ لتوعية الأبناء، خاصة في ظل انشغال الآباء والأمهات، وابتعادِهم عن أطفالهم في الكثير من الأحيان، وفقدانِ الرقابةِ المنزلية على الأبناء .
وأكدت الياسي أن الطالباتِ يمكن أن يناقشْنَ مع مديرتهن أمورَهن ولا يناقشنها مع أمهاتهن بسبب اتساعِ الفجوةِ بين الطرفين، وأشارت إلى أن هناك دوراً مهماً يقع على عاتق الإعلام، لأنه هو الذي يقوم بالدور التوعوي الأكبرِ لكل الفئات في المجتمع .
قضايا
ذكر المقدم سعيد الهاجري عدداً من القضايا الواردةِ ومنها بلاغٌ من امرأة آسيوية الجنسية قامت بالخطبة لابنتها كعادة دولتها، وبعد أسبوع من الخطبة اختُرِق حسابُها الإلكتروني ثم حسابُ ابنتها، ومن خلال إجراءاتنا تم الكشفُ أن المخترقين محترفون، وتم الدفع بهم من جانب الخطيب ليتأكد من سلوك خطيبته، وهل لديها علاقاتٌ سابقة من عدمه .
وفي واقعة أخرى قال الهاجري إن هناك خليجيةً وجدت بياناتها منتشرة على صورة لشخصية إباحية فقامت بالإبلاغ، وتبين أنها على خلاف مالي مع أحد الأشخاص، فأراد الانتقام منها، فأخذ بياناتها من على برنامج “هوزهير” الإنجليزي ووضعها على صورة امرأة عارية للتشهير بها فتم ضبطهُ وإحالتهُ للمحاكمة .
دليل إرشادي
أوصى الدكتور محمد مراد عبدالله بضرورة وضع دليل إرشادي للاستخدام الآمن للإنترنت سواء للأطفال، أو المراهقين، أو للأسر من قبل المتخصصين، مؤكداً أن التحصن الذاتي للأطفال منذ الصغر مهم، ودور ولي الأمر سواء الأب أو الأم ضروري مع انتشار الأجهزة الذكية مع أطفال في عمر العامين أحياناً، ولابد للأسلوب التربوي والتوعوي أن يضعه مختصون .
برامج سحب البيانات على مواقع التواصل
حذر المقدم سعيد الهاجري من بعض البرامج التي تنتشر حالياً على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل والتي تطلب من مستخدميها وضعَ رقم فيظهر اسمك أو اسم حبيبك أو غيرها من الأمور، مؤكداً أن تلك البرامج ما هي إلا برامج سرقة لبيانات الشخص كاملة .
وفيما يتعلق بصور السيلفي وآثارها قال الهاجري : عندما يضع شخص صورته على أي موقع تواصل فهو يضعها في مكان عام أو على الطريق ، وهذا في حد ذاته يمثل مشكلة، لأنها أصبحت في متناول الجميع .
رجل يبتز فتاة من خلال موقع إسلامي للزواج
ذكر العقيد جاسم خليل ميرزا أن هناك اتصالاً ورد من إحدى المدارس يفيد تعرض فتاة للابتزاز من خلال أحد المواقع الإسلامية المتخصصة في الزواج، حيث إن الواقعة تشير إلى أن الفتاة دخلت على الموقع، ووجدت شخصاً يعلن عن رغبته في الزواج من فتاة، فراسلته وتم تبادل الرسائل، وأرسلت له صورتها، ثم فوجئت باختفائه لفترة، ثم ظهر وبدأ يطلب منها مقابلته، وعندما رفضت بدأ يهددها بصورتها، فلجأت إلى مديرة المدرسة التي بدورها لجأت إلى الشرطة لحل المشكلة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة .
وأكد ميرزا أن هناك عدداً من الأرقام الهاتفية للإبلاغ عن أي واقعة ومنها 800243 والرقم الخاص بخدمة الأمين، أو مركز الاتصال بشرطة دبي 901 .
