نظم جهاز أمن الدولة بدبي ممثلاً بخدمة الأمين بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ندوة بعنوان “مكافحة جرائم تقنية المعلومات” في معرض القراءة طاقة إيجابية بحديقة زعبيل قدمها الإعلامي أحمد جوكه، وتهدف الندوة للتوعية بقانون الدولة الخاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات، وتعزيز الثقافة القانونية في ظل ظهور الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب توعية الأسرة بمخاطر التواصل الاجتماعي وكيفية حماية أبنائهم من التهديدات الخارجية، وذلك تبعاً لثلاثة محاور تمثلت في المحور القانوني، الأمني والاجتماعي.
المحور القانوني
تناول الدكتور عبد الرزاق الموافي عبد اللطيف من معهد دبي القضائي قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات ومواجهته للجرائم الإلكترونية ضمن المحور القانوني، موضحاً نص القانون الإماراتي والعقوبات التي تطال كل من يرتكب جريمة تدخل في إطار جرائم تقنية المعلومات وفقاً للقانون من تهديد أو ابتزاز أو تعد على خصوصيات الآخرين أو التزوير والاحتيال، والسب والقذف والإساءة لرموز الدولة وغيرها، مؤكدا أن الجهل بالقانون اليوم لا يعد عذراً لارتكاب جريمة إلكترونية، وموضحاً أن القانون مذكور في الجريدة الرسمية للدولة التي تحوي كافة التشريعات الصادرة عن الحكومة بأنواعها ومتوفرة للاستزادة والمعرفة.
وأكد الدكتور عبد الرزاق أن الحملات التوعوية التي تنفذها خدمة الأمين في الدولة ساهمت بشكل فعال في التوعية بجرائم تقنية المعلومات ومخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً أن ما نحتاجه اليوم هو التركيز على وجود اختصاصيين قانونيين ضمن الحملات والمحاضرات والندوات التوعوية التي يتم تنظيمها، وأكد أن القانون يعد رادعاً حقيقياً للأفراد تفاديا للمساءلة القانونية وما يترتب عنها من غرامة مالية أو حبس أو كليهما معا.
شبكات التواصل
وفي المحور الأمني، تطرق المستشار الإعلامي خليل آل علي من خدمة الأمين إلى جرائم التواصل الاجتماعي وفق قانون مكافحة تقنية المعلومات، وتأثير تطبيقات التواصل الاجتماعي على الجانبين الأمني والوطني، وسعي جهات وتنظيمات خارجية إلى تجنيد الشباب واستدراجهم لخدمة مآربهم الخاصة.
وأكد المستشار آل علي أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم غدت ساحة حرب بين الدول، وهناك تنظيمات تسعى جاهدة لاستدراج الشباب مستغلة تلك المواقع في التجنيد والتدريب والتحويلات المالية، وجهات أخرى تستغلها لنشر الفكر الإرهابي والطائفي بين المجتمعات، محذراً من الوقوع ضحايا للتأويل الخاطئ للدين، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن الدول التي تحوي صراعات على أراضيها اليوم تخصص كتائب إلكترونية تستغل هذه المواقع لصالحها، وتنشر معلومات مغلوطة كأحد أساليب الحرب النفسية.
كما حذر المستشار الإعلامي خليل آل علي من الثقافة السائدة في المجتمعات العربية والمتمثلة في الموافقة على الشروط المرافقة لتطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي دون قراءتها، وما ينجم عن ذلك من إعطاء حق كامل لأصحاب التطبيق بالاطلاع على المعلومات الشخصية وجمع وتخزين البيانات كاملة من أنظمة الهواتف الذكية، وحفظ الرسائل الخاصة، وتحديد الموقع الجغرافي للمستخدم والوصول إلى البريد الإلكتروني وسجلات المكالمات وغيرها.
وأكد أن خدمة الأمين تحرص على مواكبة التطور التقني والمعلوماتي واستثمار مختلف قنوات التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور على اختلاف فئاتهم، مع التركيز على الآليات الحديثة في التواصل والتي باتت محط اهتمام الجمهور لاسيما فئة الشباب، لذلك فإن الخدمة تحرص على التواجد في ساحة مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستغرام وفيسبوك وسناب شات على حسابهاAlameenservice، هذا إلى جانب توفر خدمة تواصل الجمهور معها بكافّة القنوات المتاحة وطوال 24 ساعة، عن طريق الهاتف المجاني 8004888 من داخل الدولة، و 009718004888 من خارجها، والرسائل النصية 4444، والبريد الإلكترونيAlameen@alameen.gov.ae، والموقع الالكتروني الذي دشنه معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، باللغتين العربية والانجليزية.
لغة بسيطة
فيما تناول الدكتور عبد العزيز الحمادي واقع قنوات التواصل الاجتماعي وانعكاساتها على الأسرة ضمن المحور الاجتماعي، مشيراً إلى حاجتنا الماسة اليوم إلى توعية قانونية بلغة مبسطة تدركها كافة شرائح المجتمع، إلى جانب التنسيق بين الجهات المعنية كافة لتوعية أولياء الأمور والمتخصصين أيضا بكيفية التصرف إذا ما وقع أحد الأبناء ضحية لمواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الدكتور عبد العزيز إن أولياء الأمور يقع على عاتقهم مسؤولية حماية أبنائهم وتوعيتهم من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية استخدامها بالصورة الإيجابية دون الوقوع في المحاسبة القانونية، مشدداً على ضرورة متابعة أولياء الأمور للأبناء والتحاور معهم وتثقيفهم بالعادات والتقاليد على شبكة الإنترنت وتحذيرهم من التعامل مع الغرباء والحسابات الوهميّة.
وفي ختام الندوة، كرم كل من الدكتور محمد مراد عبد الله مستشار نائب رئيس شرطة دبي والأمن العام لاستشراف المستقبل، والسيد سيف المنصوري مدير عام إم بي آر إف القابضة، الذراع الاستثمارية لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة المتحدثين في ندوة “مكافحة جرائم تقنية المعلومات”، مقدمين جزيل الشكر إلى الحضور وكل من ساهم في تنظيم الندوة.