أوصى المشاركون في حلقة نقاشية ،تحت عنوان :“لا لصديق السوء” التي نظمتها جمعية توعية ورعاية الأحداث ، بنادي ضباط شرطة دبي بالقرهود ، برعاية من الفريق ضاحي خلفان تميم ،القائد العام لشرطة دبي، رئيس مجلس إدارة الجمعية ،بتوعية المجتمع من تبعات مخاطر” أصدقاء السوء “وذلك بأهمية غرس القيم الدينية لدى الأبناء، باعتبارها السد المنيع لوقايتهم من الانحراف .
وناشد المشاركون الأسر بتهيئة الدفء العاطفي للأبناء ،وتعزيز التواصل والحوار معهم، ومتابعة ومعرفة أصدقاء أبنائهم ،ومراقبتهم وتوجيههم ،وعدم السماح لهم بالسهر، والمبيت خارج المنزل .
وقدترأس الحلقة صقر السويدي، نائب رئيس جمعية توعية ورعاية الأحداث، وبحضور الدكتور محمد مراد عبد الله ،مدير مركز دعم واتخاذ القرار، أمين السر العام للجمعية ، وعدد من مديري الإدارات العامة بشرطة دبي، والعقيد الدكتور جاسم خليل ميرزا، مدير إدارة التوعية الأمنية بالإدارة العامة لخدمة المجتمع،رئيس اللجنة الإعلامية، وعدد من المختصين والمهتمين من عدة جهات ، وجاءت التوصيات لتشير إلى ضرورة بث التوعية في أوسع نطاقها داخل الدولة ،لتبيان العواقب الوخيمة التي تترتب على مرافقة أصحاب السوابق والمنحرفين، وأهمية تعليم الأبناء مهارات اختيار الأصدقاء، من خلال برامج تدريبية متخصصة.
وقال السويدي :إن خطر صديق السوء ،ليس بالأمر الجديد، منوهاً إلى أن الأجداد والآباء كثيراً ما حذروا من أثره السيئ البليغ في كيان الأسرة والمجتمع ، وأشار إلى أن الحلقة لا تعد ندوة علمية ،بقدر ما هي فرصة لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية مواجهة أصدقاء السوء ،ودور الأسرة والمدرسة والشرطة في تحقيق ذلك ، علاوة على التعريف ببعض تداعيات مصادقة رفاق السوء ، إضافة إلى تعزيز التعاون والتكامل بين الجهات الرسمية والجمعيات الأهلية ،والمتطوعين للتصدي لهذا الخطر القائم .
من جانبه قال الدكتور محمد مراد عبد الله: إن أصدقاء السوء موجودون في جميع المراحل العمرية، مبيناً أن أخطر هذه المراحل تأثراً بصديق السوء هي مرحلة المراهقة حيث العناد والتمرد ،والسعي لإثبات الذات ، واعتبر أن أخطر المراحل العمرية التي يكون خلالها تأثير أصدقاء السوء بالغ التأثير هي المرحلة من 12-16 سنة ، وأشار إن دراسات عديدة أثبتت أن تقليد ومحاكاة الأصدقاء يعد أهم أسباب تعاطي المخدرات ،وتدخين السجائر ،وتناول الكحوليات ،واستنشاق الغازات .
وعقّب على أن هناك دراسة ميدانية قام بها مركز دعم اتخاذ القرار أجريت على 500 من الطلاب المواطنين بمدارس دبي عام 2007م عزا خلالها 27% من الطلاب المدخنين سبب تدخينهم لأصدقاء مقربين مدخنين ، وبين أن الدراسات المتخصصة أثبتت أن 88% من الأحداث يتعاطون المخدرات وسط أصدقائهم، بما يشجع الحدث الذي لم يسبق له تعاطي المخدرات إلى تناولها على سبيل التجربة أو محاكاة أصدقاء السوء ، وهو ما يؤكد أن تأثير الصديق السيئ في أقرانه بالغ الأثر ،وهو أقوى من تأثير الأسرة أو المدرسة، منوهاً إلى أن الصديق المدمن يسعى لجر أصدقائه نحو هاوية الإدمان .
ولفت الدكتور مراد إلى دراسة “الجرعة الأولى” وكان المركز أجراها في وقت سابق أظهرت أن أربعة أخماس الحالات التي قدم فيها الأصدقاء المخدرات للمرة الأولى لأصدقائهم كان تطوعاً فيما الخمس المتبقي كان بناء على طلب الشخص الراغب .
وقال إن الدراسة كشفت عن أن 2 .14% ممن قدمت لهم المخدرات للمرة الأولى كان بمعرفة صديق سوء أجنبي ، فضلاً عن كشفها أن 5 .17% من متعاطي المخدرات في دبي يتكفل أصدقاؤهم الأكثر مقدرة مالية بتحمل تكلفة المخدرات التي يتناولونها .
وقال :إن دراسة ميدانية أخرى أجريت على تلاميذ المدارس في الإمارات أظهرت أن 3.79% من التلاميذ الذين يستنشقون الغراء يكون بمشاركة أصدقائهم ،وكان 95 .85 من هؤلاء تعلموا هذه العادة من أصدقائهم .
وشدد على أنه بالإمكان إنقاذ الأحداث أو الشباب الذين لهم علاقات مع أصدقاء السوء، بحيث إن الدراسات أثبتت أن 81% ممن يتناولون المخدرات خلال المرات الأولى، يمكن أن يقلعوا عن تناولها بسهولة .
وبيّن أن الظاهرة اللافتة من خلال جميع الدراسات التي تم إعدادها، أظهرت أن أغلب الشباب الذين ضبطوا في قضايا تعاطي المخدرات، ذكروا أن أهاليهم لم يلحظوا تعاطيهم للمخدرات، داعياً الأسر إلى تفكيك صداقات السوء، ورصد العلامات والدلالات التي تظهر على الأبناء، التي تدل على وجود صديق السوء .
وقال إن من أهم العلامات في هذا المجال الكذب، والتمرد، وانخفاض المستوى التحصيل، وقضاء ووقت أطول خارج المنزل، والعودة متأخراً والعجز عن تبرير سبب مقنع لذلك، وقضاء وقت طويل في التعامل مع ( الإنترنت )والدردشة عن بعد .
من جانبه أشار المقدم الدكتور جمعة سلطان الشامسي ، مدير إدارة التوعية والوقاية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي إلى أن الدراسات التي أعدتها الإدارة على بعض الأشخاص المقبوض عليهم ، أظهرت أن أصدقاء السوء تربعوا على قائمة الأسباب التي دفعتهم لتعاطي المخدرات ، حيث شكلوا في العام الماضي نسبة 30%، فيما حلت المشكلات، أما في العام 2011م فتصدروا القائمة ، كذلك بنسبة 37 .34%، فيما حلت المشكلات الأسرية في المرتبة الثانية والتجربة والفضول العلاج والفراغ ، وتعاطي الأخ .
التربية
وتحدث الشيخ وسيم حسن ،من مؤسسة دبي للإعلام، عن الصاحب السيئ الذي يقود الأبناء إلى طريق الفساد، مذكراً بأن ديننا الحنيف وضع على عاتقنا واجبات محددة في تربية أبنائنا التربية الإسلامية الحضارية، خاصة في ظل الانفتاح الكبير الذي يشهده مجتمعنا .