أكد الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث أن ما يعرف بالهواتف الذكية بمثابة القنابل الموقوتة المدمرة للأخلاق العربية والإسلامية، كاشفاً عن إطلاق جمعية توعية ورعاية الأحداث حملة توعوية تحذر من مخاطر هذه الهواتف المتوفرة بكثرة في أيدي المراهقين والأطفال، عبر كل وسائل الإعلام المحلية بمختلف أنواعها وعبر التواصل مع أولياء الأمور، مشيراً إلى أنه هذه المرة يخاطب الأهالي وأولياء الأمور باعتبارهم مسؤولين أولاً عن أبنائهم وأنهم هم الذين يشترون لهم هذه الهواتف التي تمثل خطراً داهماً لن نشعر بخطره الحقيقي إلا بعد سنوات من الآن.
وقال الفريق تميم في كلمته التي ألقاها في الحفل السنوي لجمعية توعية ورعاية الأحداث بنادي الضباط بالقرهود: إن هذه النوعية من الهواتف التي أطلق عليها «الهواتف الرديئة» وليست الذكية كما يصفها البعض، وذلك لما تنشره في أوساط الشباب والأطفال من صور مخلة بالآداب ومدمرة للأخلاق، مشيراً إلى أن الهواتف الذكية أصبحت متوفرة في الأيدي بكثرة، خاصة مع كثرة الإعلان عنها بشكل يثير الشباب والأطفال لاقتنائها.
وأضاف الفريق ضاحي خلفان: لقد أصبت بانزعاج شديد عندما أطلعني أحد الزملاء على مقاطع إباحية على إحدى هذه الهواتف، مؤكداً أن الشباب والأطفال يتداولون هذه المقاطع بكثرة، واستغربت جداً من رواج مثل هذه الأفلام والصور الخليعة بين الشباب ،مقارناً بين المجتمع الإماراتي والعربي والإسلامي قديماً ،حيث كان عندما يتلفظ شخص بكلمة فيها انحلال، ولو بسيط يُنتفد انتقاداً شديداً من المحيطين به، مؤكداً أن مثل هذه السلوكيات تهز المشاعر الإسلامية والعربية والمجتمعية، وخاصة في ظل غفلة بعض الأهالي عن أبنائهم.
ودعا الفريق تميم أولياء الأمور إلى عدم الانصياع لرغبات أبنائهم بشراء تلك الهواتف المدمرة، مؤكداً أنه عندما يذهب الحياء يذهب كل شيء، لافتا إلي أنه لن يخاطب اتصالات في حملته ، لأنه ثبت أن ليس بمقدورها أن تضبط هذا الخلل، وأن الجهات المعنية التي رفعنا لها أصواتنا سابقا لإيجاد حلول ، وجدنا منها تلكؤات، ولذلك ستكون الحملة موجهة للأسر والآباء والأمهات تحديداً ،وللمجتمع بأثره بأن يمنع هذه الهواتف أن تكون في أيدي الصغار غير البالغين.
وأضاف الفريق تميم إن الحملة سيتم تنفيذها عبر البث المباشر في إذاعات الدولة وأجهزة الإعلام المختلفة، وأنها ستتضمن محاضرات في الجمعيات النسائية مع مطالبات للأسر والشباب بترك هذه الهواتف وأخذ هواتف عادية تستخدم في الاتصالات التي لا يحتاج الأطفال إلى غيرها.
وقال الفريق تميم: إن العالم اليوم يموج بالمخاطر العديدة والتهديدات العظيمة، وأن هناك من يتربص بنا ويعمل علي إرباك حركتنا وعرقلة مسيرتنا وإبطاء معدلات النمو إلي جانب أن هناك من يستهدف الأبناء ويركز على الشباب، وأصبحت التحديات تزداد شراسة والمخاطر التي تحيط بنا تتعاظم، وتستغل التقنيات الحديثة في اختراق الحدود وتخطي الرقابة الأسرية ،لتصل للأبناء عبر الانترنت والفضائيات الهابطة ، وهو الأمر الذي يتطلب بذل المزيد من الجهد وتحقيق المزيد من التآزر والتكاتف من أجل حماية الأبناء واستمرار دفع مسيرة التنمية نحو الأمن والتقدم والرفاهية.
وقال خلفان: إن الجمعية خلال الفترات الماضية حققت العديد من الإنجازات وتخطت الكثير من العقبات وواجهت العديد من التحديات، مشيرا إلى أنه خلال هذا العام الذي اتسم بالتعافي من تداعيات الأزمة المالية العالمية، استمرت الجمعية في أداء رسالتها دون كلل واستمر شركاؤها في تقديم الدعم لها دون ملل، وتمكنت الجمعية من التعافي من مديونيتها، وأصبح لديها مبنى يدر عليها دخلا، وتمكنت أيضاً من تقديم العديد من الاستشارات الأسرية وصرف الكثير من المساعدات المالية، وإقامة المعارض التعريفية والأنشطة التوعوية، وإصدار عدة طبعات من مجلة الوعي الاجتماعي.
وأشار إلى أن ما حققته الجمعية نتاج جهد تراكمي بذله أعضاء مخلصون على مدى سنوات عدة، وساهم فيه العديد من الجهات الحكومية والأهلية المؤمنة بدورها الاجتماعي ، موجها الشكر إلي هذه الجهات كافة والى وسائل الإعلام التي حرصت على إرسال رسائل الجمعية إلي الجمهور المستهدف.
تدشين الموقع الإلكتروني:
ودشن الفريق ضاحي خلفان تميم خلال الحفل الموقع الإلكتروني لجمعية توعية ورعاية الأحداث على شبكة الانترنت، لتصبح إحدى الوسائل والآليات التي نفذتها الجمعية لتعميق تواصلها مع مختلف الجهات ذات الاهتمام المشترك، والتواصل أيضاً مع مختلف شرائح المجتمع، والاطلاع المتجدد لبرامجها وفعالياتها وأنشطتها.
تكريم الجهات المشاركة والمتعاونة:
وثمّن الفريق تميم دور الجهات والمؤسسات التي قامت بتشغيل الطلبة صيفاً، وهي دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، وبلدية دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، وبنك دبي الوطني، وشركة دبي للغاز، ونادي سيدات دبي، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومدينة مدهش الترفيهية. ووجه الشكر للجهات التي أسهمت في إنجاح مسابقات صيف بلا فراغ، وهي: الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، بلدية دبي، مراكز الأطفال والفتيات بالشارقة، جمعية الاتحاد النسائية بالشارقة، نادي فتيات الشارقة، جمعية النهضة النسائية في دبي، مراكز التنمية الاجتماعية بخورفكان، والإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة، الإدارة العامة لشرطة الشارقة، مركز شرطة حتا، جمعية أم المؤمنين النسائية بعجمان، القيادة العامة لشرطة دبي، نادي فتيات كلباء، مكتبة خورفكان العامة، مراكز الناشئة بالشارقة، والصحف المحلية
إضافة إلى تكريم مختلف وسائل الإعلام والراعي الرسمي لمسابقات صيف بلا فراغ، وهي هيئة آل مكتوم الخيرية، وتكريم الراعي الرسمي لكتيب يوميات طالب ،وهي مجموعة اليوسف للعقارات ،والفائزين في مسابقة صيف بلا فراغ ، وتكريم لجنة تحكيم المسابقة والمتعاونين مع الجمعية الذين ساهموا في إنجاح برامجها.
ومن ثم توجه الفريق تميم يرافقه ميرزا الصايغ عضو مجلس الإدارة وأحمد الجميري عضو مجلس الإدارة والدكتور محمد عبدالله مراد أمين السر، لتكريم الفائزين في المسابقات وتكريم المؤسسات والدوائر التي أسهمت في تدريب الطلاب صيفاً ولجان التحكيم واللجنة الإعلامية والاعلاميين.
الشراكة:
الشراكة مع خدمة المجتمع:
وأوضح سعادة / اللواء عبدالرحمن رفيع، مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع في شرطة دبي، إن من الأهداف الاستراتيجية لشرطة دبي الحفاظ على هويتنا الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع، وتفعيل دور شرطة دبي في تقديم الخدمات المجتمعية وشغل أوقات فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع، والاستفادة من كافة الأنشطة التي تنظمها الإدارة العامة لخدمة المجتمع في التعريف بالهوية الوطنية والبرامج الوقائية، وإطلاق طاقات الشباب واستثمارها إيجابياً، ومكافحة الأمراض الأخلاقية والعادات السلوكية الخاطئة.
وتمثل جمعية توعية ورعاية الأحداث شريكاً أساسياً في تحقيق هذه الأهداف من خلال التعاون المشترك الذي تمثل في العديد من الفعاليات، منها مشاركتها في فعاليات الأنشطة الصيفية في شرطة دبي، حيث تم قبول 50 طالباً من جمعية توعية ورعاية الأحداث، وكانت هذه الخطوة الإيجابية من ضمن استراتيجية شرطة دبي لتعزيز الشراكات المجتمعية مع الجهات الحكومية وجهات القطاع الخاص في الدولة ،وخاصة مؤسسات النفع العام وأبرزها جمعية توعية ورعاية الأحداث، وذلك لتقديم أفضل الخدمات الممكنة للمجتمع، واستثمار أوقات فراغ الطلبة أفضل استثمار وتعليمهم وتدريبهم على المهارات الجديدة، وغرس القيم والمفاهيم الوطنية لديهم على أيدي مجموعة من المدربين والمختصين في شرطة دبي.
استراتيجية مشتركة لحماية المجتمع:
وأوضح سعادة اللواء، طارش عيد المنصوري، مدير الإدارة العامة للموارد البشرية، أن شرطة دبي لديها استراتيجية واضحة تهدف إلى وقاية المجتمع وحمايته من أي تشوهات اجتماعية، وتقوم في هذا الصدد بالتعاون مع كافة الجهات ذات الصلة، ومنها جمعية توعية ورعاية الأحداث التي أصبحت بفضل القائمين عليها أحد أحمد مؤسسات النفع العام التي لها أعمال بارزة في تحقيق هذه الأهداف، ومن خلال متابعتنا نجد أن الحملات الاجتماعية التي تنظم بالتعاون مع جمعية توعية ورعاية الأحداث تجد صدى إيجابياً كبيراً من الجمهور، ومن الصحافة المحلية، وذلك لما تتسم به هذه الحملات من حرفية عالية وكفاءة متميزة.
بوعصيبة: ندوعو جمعية توعية ورعاية الأحداث لعمل شراكة مع وزارة الثقافة والشباب:
ومن جهته أكد عبدالله بوعصيبة، مدير المركز الثقافي بأم القيوين، أن جمعية توعية ورعاية الأحداث بفضل دعم وتوجيهات سعادة الفريق ضاحي خلفان تميم حققت العديد من الإنجازات على المستوى المجتمعي، وذلك بفضل الرؤية الاستباقية القائمة على دراسة فعلية ومعرفة تفصيلية بالواقع، ومعرفة بأهم التحديات التي تواجه أبناءنا خاصة الطلاب منهم من خلال دعوته في الحفل الختامي للجمعية لمواجهة الهواتف الذكية التي أطلق عليها الهواتف ((الرديئة)).
وأوضح بوعصيبة أن جمعية توعية ورعاية الأحداث أصبحت من أهم الدعائم والركائز الأساسية في تنفيذ وتحقيق أهداف مركز أم القيوين الثقافي، وأن مجالات التعاون قد تمثلت في مشاركتها في العديد من الفعاليات التوعوية والوقائية والثقافية، وهذا التفاعل الإيجابي من الجمعية يجعلنا ندعوها إلى عقد شراكات مؤطرة مع وزارة الثقافة والشباب، وذلك لدعم أنشطة وبرامج كافة مراكز الثقافة في الدولة.
وحول دور جمعية توعية ورعاية الأحداث في علاج المشكلات الاجتماعية، قال بوعصيبة، إن الجمعية تستحق منا كل الشكر والتقدير لجهودها الضخمة في علاج المشكلات الاجتماعية، فمن خلال متابعتنا لأنشطتها وفعالياتها نجد أن لديها خططاً مستقبلية متنامية تدخل في صميم قضايانا وتحاول أن تقدم العلاج برؤية ثاقبة وواعية ومدركة لأبعادها الاجتماعية، وهي تتعاون بشكل كامل مع كافة الجهات ذات الصلة، ولا شك أن عملها يعد إضافة نوعية إلى الأعمال التوعوية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.